[grade="F4A460 FF6347 DC143C B22222"]التفكير الابتكاري و معلم التربية الفنية

تقرير : عاشق تعليم الفن

لقد أهتم العالم في الآونة الأخيرة بالنمو والتنمية البشرية وخاصة في الدول المتقدمة ذات الثراء والتفوق التكنولوجي ، ولكي تلحق الدول المتنامية بركب ذلك التطور التكنولوجي الهائل ، فقد بدت تهتم بأهمية الثروة البشرية من أبنائها .وبدأت في إعادة النظر في برامجها ومناهجها لتشجيع البارزين في مختلف المجالات . وقد أكد (المليجي،1988م) أن الدراسات تنامت حول مفاهيم الإلهام والإبداع والابتكار والعمليات الابتكارية وارتبط ذلك بالعديد من المتغيرات كالنمو والذكاء والقدرات والاستعدادات وسمات الشخصية للفرد في فئات عمريه مختلفة ومجالات متعددة منذ أن اخرج (( جالتون Galton )) كتابه الشهير (( العبقرية الموروثة )) .

ومما لا شك أن المؤسسات التعليمية تتحمل مسؤولية أكبر في الكشف عن المواهب المختلفة لدى المتعلمين وتنمية قدراتهم في مختلف المجالات. وللمعلم دور كبير وحيوي في العملية التربوية والتعليمية ، ولم يقتصر دوره على إلقاء المعلومات وأن لا يكون وعاء للمعلومات بل إن دوره هو توجيه الطلاب عند الحاجة دون التدخل المباشر ، وعليه فإن دوره الأساسي يكمن في التخطيط لتوجيه الطلاب ومساعدتهم على إعادة اكتشاف حقائق العلم ، ويؤكد (الغامدي،1997م) أن "التعليم كعملية لا يكون فعالا ومحققا لنواتج تعليمية جيدة ، إلا من خلال تنظيما فاعلا يربط بين النظرية والتطبيق في ظروف مادية ونفسية ، ومراعيه لقدرات التلاميذ واحتياجاتهم على شكل حقائق ومفاهيم واتجاهات ومعارف ومهارات يتحقق من خلالها النمو الشامل الذي ينشده الفرد والمجتمع"ص15.

وفي هذا المعنى ذكرت (هالة إمام ،بدون ) إن دور معلم التربية الفنية في البيئة المدرسية دوراً هاما ومسئولية تتصدى لبناء الأذواق ، كما أن مسئوليته تسهم في بناء الشخصيات من خلال العمليات اللابتكارية التي تتاح للناشئ ، حيث أن الإبداع والابتكار يطلق استعدادات الأفراد وينمي بشخصياتهم ويحقق الكثير لأمتهم بل وللعالم وصلاً إلى مستوى المدينة الجمعاء.حيث أثبتت البحوث أن التدريس الفعال يعتمد بالدرجة الأولى على شخصية المعلم ، ذلك لأنه يترك بصمته الواضحة على العملية التعليمية (Lask,1976) . والمعلم الفعال هو الذي يستطيع أن يعلم الطفل بمقدار ما يمتلك هذا الطفل من الطفل من قدرات وإمكانيات وقد أثبتت بعض الدراسات أهميه ابتكاريه المعلم كشرط أساسي لنجاح العملية التربوية (Feldhusen et al,1989) .

ويرى ( جودي ، 1996م) إن الكثير من معلمين / معلمات التربية الفنية يفتقر إلى المعرفة والفهم العميقين لمبادئ فنون الأطفال وأساليبها التربوية والنفسية ، و الفروق الفردية ، ويجهلون مشكلاتهم الفنية وأنماطهم التعبيرية غير المحدودة وطرق توجيهها . الأمر الذي يؤدي إلى إغفال نمو وتطور المتعلمين مما يؤدي إلى صعوبات في إنتاجهم الفني وبهذه الحالة فالمتعلمين لا يجنون منهم نفعاً ، بل يؤدي توجيههم الخاطئ إلى تلاشي واندثار بذور الروح الابتكارية عندهم ودفعهم بتدخلهم المباشر إلى تقليد والبعد بذلك عن كيانهم الفني وإحساسهم وتقمصهم لشخصيات غيرهم.

اصبحت التربية الفنية منظومة متكامله تتكون من معلم التربية الفنية وتجلي قدرته على تنمية الذوق الجمالي و التذوق والإنتاج الفني الابتكاري لدى المتعلمين ، وقدرته على مدهم بالمعارف والمعلومات في مجال الفن كما في النظرية المعرفية بالتربية الفنية . فضلاً عن إسهامها في تكوين شخصية الفرد الابتكارية ، ويذكر (فضل،2000م) ما أكد عليه الفيلسوف الأمريكي جون ديوي John Dewey حيث وضح أن الأطفال هم رجال ومفكرين وفلاسفة المستقبل ،ومثل هذه التطور يطلب حرية فكرية وعاطفية وجسمية .

في هذا الصدد يؤكد (العمود ،2003م) إن سوء فهم الكثير من معلمي التربية الفنية ، يشغلون معظم وقت حصة التربية الفنية بعملية الإنتاج الفني ، دون الاهتمام بتحقيق الأهداف التربوية والمعرفية للمادة. ويذكر ( باجودة ،2001م) في وصف فرضيات نظرية التعبير الذاتي الإبداعي أن تعزيز وتنمية السلوك الإبداعي هو أهم أهداف التربية الفنية وذلك بإتاحة الفرصة للتعبير الذاتي ، ويمكن تنمية السلوك الإبداعي من خلال ممارسه الفن ((الإنتاج الفني)) والتعرف على طرق الإنتاج والأدوات والخامات المستخدمة ، وينقد هذا النظرية في اقتصارها على تنمية السلوك الإبداعي على الإنتاج الفني والتعرف على الخامات والأدوات هدف رئيسي للعملية التعليمية مما انحدر بآفاق العملية الإبداعية إلى أضيق الحدود ، بخلاف منهج (هبرد وروز) الذي أعتمد في بنائه على أبحاث في مجال الإدراك والنمو المعرفي والحكم الجمالي والنمو الحركي التي تساعد المعلم على تنميه الابتكار لدى المتعلمين ، والتعريج على أهميه الوسائل التعليمية في المناهج الحديثة للتربية الفنية لإثراء خيال المتعلم وتنميه قدرته على الابتكار ، وهذا بدوره يساعد معلم الفن على تدريس الفن بشكل مبتكر وفعال . ص101 ، 107 ،113 .

من جانب آخر يؤكد (خوجلي، 2001م)في نتائج دراسته أن العملية الابتكارية لدينا رهينة في المقام الأول بوعي المعلمين بمسؤولياتهم الدقيقة تجاه إنجاح وترويج تنمية الابتكار ، ومن المهم السعي لإدخال وتدريس التربية الابتكارية ضمن برامج إعداد المعلمين . وكذلك نتائج دراسة (خان،1410هـ) .

ويهمنا في هذا الصدد التعرف على اتجاهات التفكير الابتكاري لمعلم التربية الفنية للوصول إلى إنتاج فني أكثر ابتكارا و فعالية لدى المتعلمين ، وفق نظريات التربية الفنية الحديثة التي تعتبر عملية تدريس الفنون مجموعه من الحلقات تتضافر في الموقف التعليمي لتحقق الهدف من التعلم في مجال الفنون .[/grade]